فكان الرجل أعمى لا علم عنده، وقد قطع هؤلاء الصلة بينهم وبين علمائهم فحين قلنا لهم العام الماضي ما دمتم تركتم دراساتكم في الجامعة، فاتصلوا بالشيخ أبى بكر قومي، والدكتور حسن غاورزوا، رئيس القضاة، وأمين الدين أبو بكر لتتفقهوا في الدين على أيديهم قالوا: إن هؤلاء موظفون مع الحكومة فلا يوثق بعلمهم. لذلك تمكنت الدعاية المكثفة مع وجود العاطفة الإسلامية عندهم من إضلالهم، فمثلاً يقولون رداً على تكفيرهم للصحابة ومنهم أبو بكر وعمر، إن هذا القول تركه المتأخرون وإنما هي عقائد قديمة.
فقيل لهم: إن هذا القول موجود في كتاب الخميني- الحكومة الإسلامية- فقال بشير: هذا الكتاب طبعته رابطة العالم الإِسلامي ضد الخميني، فقلنا له: أنت زرت إيران ولاشك أنك أخذت من الخميني الذي قابلته النسخة الأصلية فاطلعنا عليها فرفض. فقال له الشيخ صالح السحيمى: ما رأيك لو قلت: إن لأئمتنا درجة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال: أنت كافر.
فقال له: ولو قال هذا القول الخميني ما رأيك فيه، فقال: أمره إلى الله. فقلنا له اتق الله ما الفرق بين الاثنين.
فقال بحماس: أنا لا أكفر الخميني لأنه يجاهد في سبيل الله.
والله يقول:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} . فهو سيهتدي. هكذا بلغ حال هؤلاء، وليست هناك مقاومة لهذا الضلال تذكر ما عدا ما يقوم به الشيخ أمين الدين أبو بكر، حتى الكتب الصغيرة مثل الخطوط العريضة وكتب إحسان إلهي ظهير لا توجد في هذه البلاد.
أما الطلبة الذين اشتركوا في الدورة فقد كان بعضهم متأثراً بدعوة الخميني- أو بفتنته- لأنها تلمس عواطفهم ومشاعرهم الدينية بألفاظها ولا يعرفون حقيقتها.