وإذا كان لكل منهاج نماذجه التي تمثال مضمونه في صور مشهودة. فالنماذج التي يقدمها هذا المنهج تؤكد أنه الوحيد. بين مناهج الدنيا. الذي أعطى العالم أعظم رجال التاريخ إطلاقاً فأثبت بذلك أنه النظام الوحيد الذي يضمن إنشاء الإنسان الممتاز الذي يحلم به الفلاسفة دون أن يعرفوا الطريق إليه... ومن يكون ذلك الإنسان الممتاز غير الذي رباه الإسلام في مدرسة النبوة على ضوء هذا المنهج الرباني فكان أتقى الناس وأعدل الناس وأشجع الناس. وأكرم الناس. وأعف الناس. وأشد الناس حين الشدة. والينهم عند اللين.. أبعد الخلق عن جهل، وأرغبهم في علم. حتى كان منهم أئمة البشر في علوم الدين والدنيا جميعاً!
فمن المخطط يتضح لنا أن غاية التربية والتعليم. في مستواهما الأعلى ووفق الطريقة الإسلامية. إنما هي رعاية النفس الإنسانية بتدريبها على تحقيق المنهاج الرباني. في تربية الروح ضمن تعاليم الوحي التي تحرر النفس من كل خوف لغير الله. وكل عبودية لسواه. وتجعلها مدركة لرسالتها في الحياة التي هي تكوين المجتمع الأفضل القائم على عبادة الله وابتغاء مرضاته، ثم تربية العقل تربية صحيحة تمكنه من تحقيق مهمته في استجلاء مظاهر عظمة الله في ملكوته، وتسهيل سبل الإفادة مما سخر له الله في السماء والأرض من وسائل المتاع والانتفاع. دون ظلم ولا جحود ولا طغيان.. وهذا هو السر الذي أدركه سلفنا الصالح لمفهوم التربية والتعليم على هدى من هذا المنهج الأمثل. فراحوا يؤكدون على وجوب العناية بالروح. حتى اعتبروها قوام الإنسان كله كما يقول أحدهم:"فأنت بالروح لا بالجسم إنسان"واعتبروا صلاحها صلاحاً للكيان البشري كله كما يتضح من قول أحدهم: