وظلت السيدة عائشة توجه الصحابة في كثير من الأمور العامة وتنبههم إلى بعض أخطائهم الفقهية العلمية وهناك الصحابة الكبار أيضاًَ الذين تنبهوا إلى بعض أخطائهم نتيجة لتوجيهاتها فقد ألف العلامة السيوطي رحمه الله رسالة مستقلة في هذا الموضوع وأوضح كيف صححت السيدة عائشة أخطاء الصحابة وذكر تلك الفتاوى في رسالته التي سماها (عين الإصابة فيما استدركته عائشة على الصحابة) .
وأذكر مثالاً لذلك هو أن سيدنا أبا هريرة أفتى ذات يوم أنه لا يجوز الصوم في حالة الجنابة فراجعته السيدة عائشة والسيدة أم سلمة وأخبراه أنه يجوز وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من الجنابة بعد تناول السحور أحياناً.
وقد روي عن أبى موسى الأشعري:"ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماًَ"(جامع الترمذي)
ولقول الإمام الزهري التابعي:
"كانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". (طبقات ابن سعد ج ٢، قسم ٢ ص ٢٦)
ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما:"ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بفقه ولا بشعر ولا بطب ولا بحديث العرب ولا نسب من عائشة". (سير الصحابيات للشيخ عبد السلام الندوي ص ٤٣)
وقد روي عن موسى بن طلحة قوله:"ما رأيت أفصح من عائشة ". (مستدرك الحاكم ج ٤ ص ٩١)
والمعروف أنه قد روى عنها ٢٢١٠ حديثاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اتفق الشيخان على ١٧٤ حديثاً منها وقد انفرد الإمام البخاري بتخريج ٥٨ حديثاً كما انفرد الإمام المسلم بتخريج ٦٨ حديثاً منها.