وبعد. فهل كانت معركة الانتخابات هي الدافع الحقيقي وراء هذه المذابح ...؟ إن استقراء العلاقات التاريخية بين المسلمين والهندوس في شبه القارة الهندية وبخاصة منذ مطلع هذا القرن وتحت ظل الإستعمار الإنجليزي. يجعلنا نرى وراء هذه الأحداث دافعاً واحداً حقيقياً هو الحقد الدفين في نفوس الهندوس ضد الإسلام والمسلمين مصدقاً لقوله تعالى {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} وهو دافع يفسر كل علاقة بين المسلمين وأعدائهم من الوثنيين والصليبين واليهود والملحدين في كل زمان ومكان وفي كل حادثة يقع فيها التصادم بين جماعة من المسلمين وغيرهم من أعداء الإسلام
وإن لمسلمي الهند- في كل صُقع من شبه القارة الهندية حقاً ودَيْناً في عنق كل مسلم في قلب العالم الإسلامي وهم يتطلعون إلى إخوانهم المسلمين ويتابعون قضايا الإسلام والمسلمين ويتفاعلون معها تفاعلا إيجابيا قويا له أثره في كل القضايا الإسلامية. وان أحداث العنف التي وقعت في آسام ليست أول الأحداث ولا آخرها بل إنهم معرضون لأمثالها في كثير من مناطق شبه القارة الهندية. وللهند حكومة وشعباً مصالح حيوية مع العالم الإسلامي. ويستطيع العالم الإسلامي عمل الكثير لحماية إخوانهم المسلمين من خلال تهديد أو حماية مصالح الهند في العالم الإسلامي.. ولا تكفى صرخات الإنكار أو الاحتجاجات الشفوية أو المكتوبة.
إن السياسة في هذا العصر لا تخضع إلا لاعتبار حماية المصالح أو ضربها. فهل يقوم المسلمون في قلب هذا العالم بواجبهم نحو مسلمي الهند ...؟ وهو الواجب الذي يمليه مبدأ الإخاء بين المسلم والمسلم لا يظلمه. ولا يخذله ولا يُسلمه ...؟ وإن المسلمين يَد على من سواهم ...؟ أتراهم يقومون بما يوجبه الإسلام أم تراهم يكتفون بالإحتجاجات التي لا يأبه بها أعداء الإسلام في هذا العصر...؟ وإننا لمنتظرون...