للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلما من الله على عباده بإرسال بعثة محمد، كان لا يري رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح وحبب إليه الخلوة، فكان يخلو بغار حراء فيقيم به الليالي ذوات العدد ثم يرجع إلى أَهله فيتزود لمثلها وبينما هو بغار حراء يوم الإثنين لاثنتي عشرة خلت من رمضان وله من العمر أربعون سنه جاءه جبريل فقال له: إقرأ فقال: لست بقاريء فضمه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال: اقرأ قال: لست بقاريء فعل ذلك به ثلاث مرات ثم قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ} فأخبر بذلك خديجة رضي الله عنها وقال: قد خشيت على عقلي، فثبتته وقالت: أبشر كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلَّ وتعين على نوائب الدهر، في أوصاف جميلة عددتها من أخلاقه الكريمة تصديقاً له فهي أول صديقة من النساء آمنت. ثم تبدي له الملك بين السماء والأرض على كرسي وثبته وبشره أنه رسول الله حقاً فلما رآه مرق منه وذهب إلى خديجة رضي الله عنها فقال: زملوني زملوني دثروني دثروني فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} .

ثم أمره الله تعالى أن ينذر قومه ويدعوهم إلى الله عز وجل فشمر صلى الله عليه وسلم عن ساق الجد والاجتهاد وقام في طاعة الله أتم قيام يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير والأبيض والأحمر. والنساء. والأسود.