وكان حائز قصب السبق، عبد الله أبو بكر بن قحافه فآزره وصدقه فيما جاء به ودعا معه إلى الله بصيره فاستجاب لأبى بكر جماعة منهم: عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وكان صلى الله عليه وسلم يأتي إلى الكعبة أول النهار فيصلي صلاة الضحى وكانت صلاة لا تنكرها قريش، وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا جاء وقت العصر تفرقوا في الشعاب فرادى ومثنى لصلاة العصر ثم نزلت الصلوات الخمس.
فقد أسلم علي بن أبى طالب وزيد بن حارثة بن شرحبيل والعشي وورقه بن نوفل وتمنى لو كان جذعاً وكانت قريش لما بلغهم ما أكرم الله به رسوله راعهم ذلك وكبر عليهم فأبغضوه عند ذلك وعادوه، وتعرضوا لمن آمن به فأخذهم سفهاء أهل مكة بالأذى والعقوبة وصان الله رسوله بعمه أبي طالب لأنه كان شريفاً مطاعاً في قومه لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء، وكان من حكمة الله تعالى بقاء أبى طالب على دين قومه لما في ذلك من المصلحة ورسول الله يدعو إلى الله ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً لا تأخذه في الله لومة لائم.
واشتد أذى قريش للذين آمنوا وكانوا يلقونهم في الحر ويضعون الصخرة الشديدة الحر على صدر أَحدهم، ومر أبو جهل الخبيث بسمية أم عمار بن ياسر بن مالك وهى تعذب في الله هي وزوجها ياسر وابنها عمار فطعنها بحربة في فرجها فقتلها. وكان أَبو بكر إذا مر بأحد الموالي وهو يعذب في الله اشتراه وأعتقه منهم بلال وأم حمامه. وعامر بن فهيره وغيرهم.