حَرَّم الله بيته منذ خلق السموات والأرض. وجعله مثابة للناس وأمناً. ومن دخله كان آمناً وحفظه من الآفات. ووضع له الجلالة والقداسة في قلوب الناس. وجعلهم على مختلف العصور يهتمون بأمره ويعنون بشأنه. وفي حرمه ولد خاتم المرسلين. وصارت مكة مهبط الوحي الأمين لآخر الأنبياء. وصار هذا الحرم متجه المسلمين في صلاة آخر الأمم، وخير البشر. وقد عرف نبي الإسلام لهذا البيت قدره فعظمه وأعطاه حقه من الإجلال والخشوع. وطهره حق التطهير وهو آخر الأنبياء الذي يعلن من فوقه توحيد الإله الخالق المستحق للعبادة لتكون مكة أخيراً دار الإسلام وقبلة آخر الأمم. كما سبق لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أن أمرا بتطهير البيت والصلاة فيه. ليجمع الله لمصطفاه من البشر بين البداية والنهاية. فهو أول بيت لله. وآخر قبلة في الصلاة. أمرنا بالتوجه إليه إخلاصا لعبادة الله. وإذا كنا نفخر أن الله هدانا إلى يوم الجمعة ليكون عيداً للمسلمين قبل أيام الأمم السابقة. فإن الله بوأ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الكعبة ليتخذها مصلى وقبلة للإسلام دون الأمم.
فلله الحمد أن جعلنا مسلمين. ومن هذه الصفوة التي تابعت هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
الكعبة: المسلمون مطالبون في الصلاة أَن يتجهوا نحو جهة مكة. وأهل مكة مطالبون بالاتجاه صوب المسجد الحرام. ومن في داخل المسجد المتعين عليهم استقبال الكعبة ذاتها. يلتفون حولها حلقاً إحاطة السوار بالمعصم. وجعلت سنة دخول المسجد الحرام الطواف سبعة أشواط حول الكعبة.