للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكعبة قديمة سابقه على أَسفار العهد القديم والتوراة. وقد توارث العرب أن أَول من رفع قواعدها إبراهيم عليه السلام. والكعبة البيت المربع، وجمعه كعاب. كما ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب وقيل سمي البيت كعبة لارتفاعه. وكل بيت مربع فهو عند العرب كعبة. قال ابن سيده، أراه لتربعها [١] وذكر الزبيدي في تاج العروس أن الكعبة البيت الحرام سمي كعبة لارتفاعه وتربعه. إذ الكعب كل مفصل للعظام ناشز فوق القدم [٢] وقيل كعبة لأنها مكعبة الأضلاع. وكان الناس يبنون بيوتهم مدورة تعظيماً للكعبة، وأول من بنى بيتاً مربعاً حميد بن زهير فقالت قريش: ربع حميد بن زهير بيتاً إما حياة وإما موتاً [٣] .

وذكر البتانوني في الرحلة الحجازية، البيت هو الكعبة المكرمة على شكل مربع زواياه إلى الجهات الأربع حتى تتكسر عليها تيارات الهواء لكيلا يؤثر ضغط الرياح على كتلتها. وهذه بعينها القاعدة التي بنيت عليها أهرامات مصر، وصارت محل إعجاب علماء العمارة إلى الآن [٤] وقالوا: "بكة"موضع البيت ومكة القرية أَو الحرم كله. ومن أسماء مكة: مكة وبكة وأم رحم. وأم القرى. والبلد الأمين. والباسَّة والبيت العتيق. والحاطمة والناسّة [٥] .