وبما أن محمداً صلى الله عليه وسلم رجل أمي بشهادة الله تعالى وشهادة التواتر البشري وينطق بالقرآن ويقرؤه، ويعلمه، ويهدي ويحكم به. فإن هذا دل على أنه صلى الله عليه وسلم نبي الله ورسوله. إذ لولا أن الله تعالى نبأه وأرسله لما أوحى إليه كلامه، وأمره أن يتلوه ويعلمه ويحكم به ويهدي، وهو أمي لا يعرف حتى الحروف الهجائية.
فهذه الهداية- وهى الدلالة الفعلية على صحة الحقيقة العظمى وهى: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله- موجودة في كل آية من كتاب الله القرآن العظيم.
ومن هدايات هذه الآية الخاصة:
١- منهجية الإسلام: إذ هو سبيل الله الموصل إلى رضوانه تعالى وجواره الكريم، وهو قائم على الاعتقاد الخاص، والقول الخاص، والعمل الخاص. وأهله ملزمون بالتقيد التام بمعتقداته، وأقواله، وأعماله. وبهذا كان الإسلام منهجاً ثابتا وواضحاًَ يفضي بالآخذين به إلى كمالهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة٠
٢- علم الداعي بما يدعو إليه: وبما يساعده على إبلاغ دعوته من الحجج القواطع، والبراهين السواطع. العقلية والنقلية ومن ذلك أساليب البيان للترغيب والترهيب٠
٣- واجب الدعوة إلى الله تعالى: ليعبد ويوحد. ويذكر ويشكر من أجل إكمال البشر وإسعادهم في الحياتين. على كل من شهد لله بالوحدانية، ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ممن أوتى علماً وبصيرة في دين الله تعالى الذي هو الإسلام٠
٤- وجوب تنزيه الله تعالى وتقديسه: عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله وجماله من سائر العيوب والنقائص، مع وجوب إثبات كل كمال لله عز وجل مما يليق بذاته وربوبيته سبحانه.
٥- وجوب البراءة من الشرك وأهله: ولو كانوا أقرب قريب. وذلك إلى أن يؤمنوا بالله وحده ويعبدوه بما شرع لعباده من ضروب الطاعات وصنوف العبادات٠