للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإني في دعوتي هذه لَعَلَى عِلمٍ كامل ومعرفة تامة بربي وبمحابه ومساخطه، وبما عنده من نعيم مقيم لأوليائه في دار كرامته، وما لديه من نكال وعذاب أليم لأهل عداوته وبغضته ممن كفروا به وأشركوا في عبادته، وذلك في دار مهانة أعدائه يوم يحشرون إليه. ويجمعون ويوقفون بين يديه.

وان أتباعي على طريقتي هم مثلي يدعون على علم تام ومعرفة كاملة. يدعون عباد الله إلى معرفته تعالى ومعرفة محابه ومكارهه، والى طاعته عز وجل بفعل محابه من المعتقدات والأقوال والأفعال، وتركَ مكارهه من ذلك، رجاء أن يكملوا ويسعدوا في دنياهم وأخراهم.

وإني لمسبح ربي ومقدسه ومنزه له عن كل ما لا يليق بجلاله وجماله من الولد والشريك والعجز وكل صفات النقص وسمات الضعف والعجز٠

ومع هذا فإني متبرئ من المشركين، فلا تربطني بهم رابطة، ولا تصلني بهم صلة، وذلك من أجل محادتهم لربي، وشركهم به، وكفرهم بآياته ورسوله، وأن أتباعي مثلي في تنزيه ربي وتقديسه، وفي البراءة من الشرك والمشركين٠

جـ- هداية الآية:

اعلم أخي المسلم أن في كل آية من آي كتاب الله تعالى الذي بلغ نيفاً وست آلاف أية هداية خاصة بحيث لا تخلو أية من ذلك. وقد تحمل الآية الواحدة هدايات عدة وهناكَ نوع من الهدايات لا تخلو منه أية آية قط، وهو دلالة كل آية على وجود الله تعالى وعلمه ورحمته وقدرته وحكمته، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته.

وبيان ذلك: أن الآية قول نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وكل قول دال على قائله؛ إذ يستحيل وجود قول بلا قائل، فدلت الآية إذاً على وجود الله تعالى. وبما أن الآية تحمل علماًَ ومعرفة فقائلها إذاً عالم. وكون الآية تحمل مظهر الرحمة، لأنها نزلت بالخير، فمنزلها رحيم، وكونها لا تخلو من حكمة نزلت لها فإن منزلها قطعا حكيم، وهكذا ٠