للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- وأخرج محمد بن نصر المروزي [٥٦] ، عن السائب بن يزيد بدون الإسناد وفيه ذكر لعشرين ركعة ومثله عند البيهقي [٥٧] بطريق أبي عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الدنيوري، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني، أنبأنا عبد الله محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد..

قال صاحب مرقاة المفاتيح:"أما رواية يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد فهي عند البيهقي بوجهين في أحدهما أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، وفي الآخر أبو عبد الله الحسين بن فنجويه، ولم أقف على ترجمتهما ولم يعرف حالهما ". انتهى [٥٨] .

أقول: أما وجه أبى عثمان عمرو بن عبد الله البصري فلم أجده في السنن الكبرى وأما قوله في أبى عبد الله الحسين بأنه لم يقف على ترجمته فهو صحيح، فإني بعد البحث لم أقف على أكثر ما ذكره الحافظ الذهبي في ترجمة (تمام بن أبى الحسين) اسمه فقط بدون أن يقول عنه شيئاً [٥٩] .

وقال الحافظ [٦٠] :" روى مالك من طريق يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عشرين ركعة، وتبعه الشوكاني [٦١] فقال: رواه مالك في الموطأ والظاهر أنهما قد سهوا في ذلك فإن مالكاً لم يرو رواية يزيد بن خصيفة هذه في الموطأ ".

وقد ذكر النووي حديث يزيد بن خصيفة وعزاه إلى البيهقي وغيره ولم يعزه إلى مالك [٦٢] وهذا لا يمنع أن يروى مالك هذه الرواية في غير الموطأ، بالإضافة إلى ذلك فقد قال الإمام أحمد عن يزيد بن خصيفة: منكر الحديث مع توثيقه له في رواية الأثرم عنه [٦٣] .

ومعنى هذا أن يزيد بن خصيفة انفرد برواية هذا الأثر وهو مخالف لما رواه زملاؤه الآخرون فيكون الضعف في روايته من أجل مخالفته فقد قال الحافظ في مقدمة الفتح [٦٤] في ترجمته: هذه اللفظة يطلقها أحمد على من يغرب من أقرانه بالحديث، عرف ذلك بالاستقراء من حاله، وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم. انتهى.