فرواية يزيد بن خصيفة غريبة وشاذة مع صحته كما زعم به النووي [٦٥] . لأنها تخالف روايات الثقات لأن ابن خصيفة ومحمد بن يوسف كلاهما ثقتان يرويان عن السائب بن يزيد، فالأول يقول في روايته (إحدى وعشرون) والثاني (إحدى عشرة ركعة) ، فيرجح القول الثاني لأنه أوثق من صاحبه، لذا اقتصر الحافظ في وصف يزيد بن خصيفة في التقريب بقوله:"ثقة "بينما قال في وصف محمد بن يوسف "ثقة ثبت "وأيضاً محمد بن يوسف هو ابن أخت السائب بن يزيد فلأجل قرابته للسائب يكون أعرف الناس في حديث السائب من غيره.
هذه هي خلاصة الخلاف بين يزيد بن خصيفة ومحمد بن يوسف، وقد حمل بعض علماء الحنفية على علماء أهل الحديث فنسبوا إليهم القول بتضعيف يزيد بن خصيفة معتمدين على قول أحمد فرموهم بالجهل والتعصب، والحق أن علماء أهل الحديث لم يضعفوا يزيد بن خصيفة بل رجحوا رواية محمد بن يوسف على روايته للأسباب التي مر ذكرها.
فلم ينجح في محاولة من أراد تقديم حديث يزيد بن خصيفة أو تصحيحه كما يظهر هذا جلياً من قول الشيخ اللكنوي في (الرفع والتكميل) ومنه الدكتور نور الدين عتر في (منهج النقد في علم الحديث) في باب (منكر الحديث) والله الهادي إلى سواء السبيل.
٤-روى مالك في الموطأ [٦٦] عن يزيد بن رومان أنه قال:"كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب بثلاث وعشرين ركعة "إلا أن فيه انقطاعا، فإن يزيد بن رومان لم يدرك عمر بن الخطاب فإنه توفي سنة ثلاثين ومائة فلم يلق إلا صغار الصحابة كابن الزبير وأنس وعبيد الله وسالم ابني عبد الله بن عمر، ولم يذكر الحافظ في (التهذيب) ، ولا السيوطي في (إسعاف المبطأ برجال الموطأ) أنه التقى بعمر بن الخطاب.
وقد نص الزيلعي [٦٧] بأنه لم يدرك عمر بن الخطاب وقال العيني [٦٨] :" سنده منقطع ".