٥ - روى ابن أبي شيبة عن وكيع، عن مالك، عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب أمر رجلاً يصلي بهم عشرين ركعة [٦٩] ، ويحيى بن سعيد لم يدرك عمر بن الخطاب فقد قال ابن المديني:"لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس "[٧٠] .
٦- وروى ابن أبي شيبة أيضاً عن عبد العزيز بن رفيع قال:"كان أبي بن كعب يصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة ويوتر بثلاث "[٧١] .
وعبد العزيز بن رفيع لم يدرك أبي بن كعب، فإنه توفي سنة (١٩ هـ) ، أو سنة (٣٣ هـ) ، وعبد العزيز توفي سنة مائة وثلاثين على أنه لم يذكر أي واحد في ترجمته أنه روى عن أبي بن كعب، إنما يروى عن صغار الصحابة وكبار التابعين [٧٢] .
٧- وروى محمد بن نصر المروزي في قيام الليل قال:"قال الأعمش: كان ابن مسعود يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث، إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود ".
٨- وروى البيهقي [٧٣] عن أبو الحسناء أن علي بن أبى طالب أمر رجلاً أن يصلى بالناس خمس ترويحات، عشرين ركعة. قال البيهقى:"وفي هذا الإسناد ضعف ". انتهى.
أقول: لأن فيه أبا الحسناء وهو مجهول كما قال الحافظ في التقريب [٧٤] .
٩- وروى البيهقي من وجه آخر من طريق حماد بن شعيب، عن عطاء بن السائب، عن أبى عبد الرحمن السلمي، عن علي قال:"دعا القراء في رمضان فأمر منهم رجلاً يصلي بالناس عشرين ركعة وكان يوتر بهم "، وفيه حماد بن شعيب ضعيف، ضعفه ابن معين وغيره [٧٥] ، وقال البخاري:"فيه نظر"[٧٦] .
وقد ذكرت آثار غير هذه ولكن يظهر من دراستها أنها لا تخلو من ضعف، فإن الآثار الصحيحة عن عمر بن الخطاب تدل على أنه أمر أبي بن كعب أن يصلي بالناس ثمان ركعات وهي موافقة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما زاد على هذه فهي كلها ضعيفة، أو مقطوعة غير صحيحة.