فذهبنا إلِى هذا المطعم فوجدنا التزكية الأولى صحيحة بدليل أن المطعم لا يرتاده إلا عدد قليل جداًَ، أما التزكية الثانية فقد استعجل عبد الله هداه الله، وبعد تناول طعام العشاء في هذا المطعم رجعنا إلى الفندق فجاءنا بعض الشباب من المسلمين بسيارتهم لنقلنا إلى مسجد النور وكان قائد السيارة وصاحبها هو الشاب موسى حسين سرو يعمل في تجارة النظارات وكنا متفقين مع الأخوة أن فضيلة الشيخ عبد القوي يصلى التراويح (وكان هدفنا من صلاة الشيخ بالناس هو تعليمهم كيفية الصلاة والقراءة، لأن كثيراً من الناس يسرعون في صلاتهم ويقرأون سوراً قصيرة) وكان أئمة المساجد التي نزورها يقدمونه بأنفسهم عندما يعلمون أنه حافظ لكتاب الله ويجوده ويفرحون بذلك ولكن إمام هذا المسجد رفض التنازل للشيخ عبد القوي- وله الحق في ذلك لأنه إمام المسجد ونحن ما كنا نطلب من الناس التنازل ولكنهم كانوا هم يرغبون وقد ينبه بعض الناس الإمام فيلبى- ولكن عندما تقدم الإمام يصلى بالناس التراويح بدا لي السبب في رفضه، فقد كان سريعاً في صلاته يتكلف أن يقرأ قراءته جيدة وأخطاؤه كثيرة وكان يقرأ بعد الفاتحة سورة قصيرة في الركعة الأولى وكذلك في الثانية إلا أنها غير مرتبة فيقرأ مثلاً سورة الماعون في الركعة الأولى وفى الثانية سورة النصر وفى الثالثة سورة الهمزة وفى الرابعة سورة الكوثر وهكذا. وبعد أن صلى بالناس أخذ الميكرفون وجعل يتحدث مرحباً بالضيوف مرة باللغة العربية وأخرى بالإندونيسية ويكرر نفس الكلام لمدة لا يقل عن نصف ساعة ثم طلب مني أن أتقدم لإلقاء الخطاب كما قال وأراد أن يترجم ولكني رفضت لأن لغته العربية ركيكة جداً وأسلوبه ثقيل على النفس فقلت له: إن الأخ عبد الله باهرمز هو المترجم فوافق وكنت محرجاً في إلقاء هذه الكلمة لأنه قد أطال على الناس وهم ينتظرون بعد اللقاء كلمتي صلاة التراويح.