وقلت له:" إن هذا الرجل- يعنى الشيخ عبد القوي- يحفظ القرآن كله وهناك آلاف المسلمين يحفظونه كما أنزله الله لا تحريف فيه ولا يقدر أحد على تحريمه ولو كنت تفهم اللغة العربية وسمعت منه وصف الجنة ونعيم أهلها ووصف النار وعذاب أهلها لطرت شوقاً إلى الأولى بلا اله إلا الله محمد رسول الله، وهربت خوفاً من الثانية بترك عبادة غير الله تعالى ونحن نرغب أن تدخلوا في دين الله في أسرع وقت لأن الإنسان لا يدري متى يقتاده الموت إلى قبره والموت على غير الإسلام يورث الحسرة والألم والخلود في النار ونرغب في أن نكون أمة واحدة ندعوا إلى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وكان يظهر السرور بكل ما يسمع وأجاب أنه قد قرأ ترجمة القرآن الكريم ووجد أن ما تقوله له موجود في القرآن وأنه يعرف أنه حق وقال: إنني أتابع الآذان وتعجبني ألفاظه وقال إننا نأسف لقصر زيارتكم وكنا نود لو تأخرتم عندنا أكثر. فاعتذرنا بارتباطنا وإننا إذا جئنا مرة أخرى إلى أندونيسيا سنحاول زيارته ووعدنا ببعث كتب إسلامية إليه مترجمة وغير مترجمة.
وهنا يجب أن نقولها صريحة: أن المؤسسات الإسلامية- على الرغم مما تبذله من جهود في سبيل الدعوة إلى الله- مقصرة في التخطيط والتنظيم والتنفيذ لهذه الدعوة وأن بعث دعاة حكماء مدربين ملمين بالأديان المقارنة مزودين بالحجج المقنعة مثقفين ثقافة عصرية مع الفقه في الدين يلتقون بأمثال هذا الزعيم مع حمل الكتب المترجمة إلى اللغة المحلية لأي بلد لجدير بفتح الباب أمامهم للدخول في دين الله تعالى.