وما كنت أحسب أنني في حاجة إلى التفريق بين الجن والملائكة لأن هذا الأمر لا يشك فيه أحد ولكنَّ دعاوى الدكتور محمد البهي جعلت الحاجة ماسة للإستدلال في كتاب الله سبحانه ومن السنة النبوية على اختلاف عالمي الجن والملائكة، وسأورد الآيات والأحاديث التي تفصل وتبين أن لكل عالم من العالمين المتمايزين صفات تناقض صفات الآخر مناقضة تامة وليس هناك سمة مشتركة ولا طبيعة متحدة بين العالمين عالم الملائكة وعالم الجن الذي منه الشياطين وأعوذ بالله منهم وإلى قاريء هذا المقال أولاً الآيات التي جاء فيها وصف الملائكة وتليها الأحاديث ولا أشك في أن القاريء يعرف هذه الأدلة فلتكن له من باب التذكير.
قال الله تعالى مخبراً عن لزوم الملائكة لطاعته:{لا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم:٦) . وقال سبحانه:{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}(الأنبياء:٢٦، ٢٧) فهل عالم الجن بما فيهم الشياطين تنطبق عليهم هذه الصفة؟!
يقول الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه (عقيدة المؤمن) :"إن الملائكة منزهون عن الأغراض البشرية كالجوع والمرض والأكل والنوم والتعب وما إلى ذلك فقد جاء في القرآن ما يدل على ذلك بدلالة الالتزام إذ أخبر الله تعالى عنهم بأنهم {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}(الأنبياء: ٢٠) ولازم ذلك أنهم لا ينامون ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتعبون "[١] .
فهل يرى الدكتور شبهاً بين الملائكة الذين يسبحون الله ليلاً ونهاراً وبين الجن ومنهم الشياطين قبيل إبليس؟!