للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولنعد إلى نظرية الدكتور عن نوعي الجن الأصلي والملحق فنقول: إن الدكتور يخلط خلطاً عجيباًَ بين الملك والجني فيدعى بأنهما عنصر واحد خلق من مادة واحدة وله طبيعة واحدة فالملائكة هم الجن والجن هم الملائكة وهذا هو الجن الأصلي أما الملحق أو الذي يسمى (تبعاً) بالجن فهم البشر المتخفون. وقد سبق أن أوردت في المقالة الأولى أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّد أن الأصل لخلق الجن هو (النار) وأن الأصل لخلق الملائكة هو (النور) وبناء على مفهوم هذا الحديث الواضح فإن الجن والملائكة نوعان مختلفان وعالمان متمايزان وكلام الدكتور حول اتحاد جوهر النار والنور لا يقدح في كونهما عالمين ذلك لأن الخلق لنوعين أو أكثر من جوهر واحد أو عنصر متحد ليس مثيراًَ للإستغراب مادام الخلق بقدرة الخالق الباريء المصوِّر سبحانه وتعالى. ولعلنا نستأنس ببيتي الشاعر:

من نطفة ومن علق

سبحان الذي خلق

من حماة الطين (الحدق)

سبحانه مصوراً

فما أبعد ما بين كدر الطين وصفاء العين ولكنها قدرة الله الذي قال في كتابه {هَذَا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} (لقمان: ١١) .

الجن عالم والملائكة عالم آخر: