ولقد بيَّن الله أن لكل إنسان قريناً وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر في أحاديثه قال تعالى:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين} وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً}(مريم: ٨٣) وقال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}(الحجر: ٣٩-٤٠) وجاء بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر القرين وافياً شافياً وذلك في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم "ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن"قالوا:"وإياك يا رسول الله". قال:"وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير"(مسلم: ٨/١٣٩) فهل لهذا علاقة ما بملك من ملائكة الرحمن الذين لا يعصون الله ما أمرهم؟ وقد بينت الأحاديث أن من صفات الملائكة الحياء وأن من سماتهم أنهم يكرهون الروائح الخبيثة كرائحة البصل والثوم وغيرهما مما له رائحة كريهة ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن دخوله بيوت الله بمثل هذه الروائح التي يتأذى منها الملائكة كما يتأذى منها بنو آدم كما بينت الأحاديث أنهم لا يدخلون بيتاً فيه كلب أو صورة أما الشياطين فيسكنون الأماكن القذرة ويعملون لإيذاء الإِنسان في نفسه ولإضلاله عن الطريق السوي يقول الشيخ أبو بكر الجزائري في كتابه عقيدة المؤمن:"الغاَلب في الجن والشياطين أنهم يسكنون الخرائب والحشوش والمزابل والقمائم لحديث أبى داود "إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث". والشياطين توسوس في صدور الناس بالشر وتغريهم بالمعاصي ولذا أمرنا الله سبحانه أن نستعيذ به من شرهم في سورتي الجن والناس فهل كل ما ذكر يمكن أن يكون له صلة بملائكة الرحمن يا دكتور.