للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنني أسأل الدكتور إذا كان المراد بهذا النفر من (الجن) بشراً ذا طبيعة متخفية فلماذا لم يرهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم بقربه يستمعون إليه؟ ولماذا أوحى إليه بأمرهم؟ وهل إرادة إخفاء (الإيمان) من شأنها أن تجعل جسم صاحبها يختفي فلا تراه العيون؟! ولماذا تجاوز الدكتور كلمة (أوحي) فلم يشر إلى المقصود منها؟ ويقول الدكتور في تفسير قوله تعالى {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ} أي كما كنا نلمسها قبل نزول القرآن ادعاء {فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً} ولكن لم نستطع الاقتراب منها والقعود للتسمع كما كنا نفعل لأن أبوابها قد أوصدت وعليها حرس قوي بالإضافة إلى أن من يقترب منها يرمى بالشهاب وهو شعلة النار الساطعة. {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} أي وقبل ذلك- وهو قبل نزول القرآن ورسالة الرسول عليه السلام- كما كنا نتمكن من الاقتراب من السماء والقعود بجوارها منها وبذلك كما كنا نتمكن من السمع {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً} ولكن الآن وبعد أن نزل الوحي بالقرآن فمن يحاول الاقتراب من السماء والسماع لما يدور فيها لا يمكنه ذلك إذ ترقبه الشهب النارية وتنتظره فتصيبه حتماً لو اقترب. وهذا تعبير مجازي قصد منه الحيلولة وعدم التمكن من استراق السمع كما كان يدعي سابقاً"تفسير سورة الجن ص ٣٧.

تفسير ابن عباس لسورة الجن: