للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يخفى على من تتبع تاريخ الأزهر، أن علماءه قد أسهموا في جميع المعارف والعلوم بالدرس والبحث والتأليف، سواءً في العلوم الدينية واللغوية أو في المنطق والحساب والهندسة والجبر والفلك. ولما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعاً إلا في رحاب الأزهر فقد كان معظم المبعوثين من مصر- مثلاً- إلى أوربا من رجال الأزهر وقد عادوا بعد أن تخصصوا في مختلف العلوم والفنون فوضعت أسس النهضة العلمية والفنية والثقافية في هذه البلاد، وكان البارزون من أبناء الأزهر هم الذين وضعوا أساس النهضة الحديثة في مصر، وأساتذة جامعة القاهرة وبقية الجامعات ومدرسة الألسن ومدرسة القضاء الشرعي وكلية دار العلوم وغيرها من مراكز الثقافات ودور العلم التي تفرعت من دوحة الأزهر الشريف.

وإن الاستعمار بأساليبه العديدة ووسائله المختلفة- قد نجح إلى حد كبير- في أن يعوق حركة الأزهر المطردة، واستطاع أن يحدث فجوة بين العلوم الدينية واللغوية وبين العلوم الأخرى، وكاد الانعزال يتم بين علماء الأزهر، وعلماء الجامعات الأخرى. فنادي علماء الإصلاح في العصر الحديث بعلاج هذه الحال فإن الغرب يعرف كما يعرف أبناءه، أن العلوم الحديثة العصرية إسلامية في نشأتها وتقدمها. وأن الغرب استعارها من المسلمين، وتقدم كثير من المصلحين في هذا الميدان وتوالت الصيحات في كل مكان وقد تكررت محاولات لتجديد الأزهر وتطويره بحيث يتفق ومكانته وأثره في العالم العربي والإسلامي. مع الاحتفاظ بطابعه وخصائصه وصفته التي استحق بها أن يبقى دوره بارزاً في تاريخ العرب والمسلمين أكثر من ألف سنة. ولكن هذه المحاولات المبذولة منذ أكثر من نصف قرن لم تنفذ إلى صميم المشكلة ولم تحاول علاجها جذرياً. وأما القانون الخاص بإصلاح الأزهر فوضع على أساس تقرير المبادئ اللازمة لكل إصلاح جذري شامل.. وبناءً على هذا القانون ظهرت الهيئات الخمس الأزهرية للنور وهي: