تخريج الحديث: أخرج حديث أبي هريرة هذا: الترمذي في باب افتراق الأمة. وابن ماجة مختصراً في باب افتراق الأمم. وابن حبان في صحيحه. والحاكم في مستدركه. وأحمد بن حنبل في مسنده. والآجري في الشريعة. وأبو يعلى في مسنده. من طرق كلها عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قلت: والترمذي والحاكم رحمهما الله معروف تساهلهما في التصحيح ومحمد بن عمرو ابن علقمة من المشهورين بالصدق ولكن لم يكن من أهل الضبط والإتقان فحديثه حسن وسبق أن البخاري روى له مقروناً بغيره ومسلم في المتابعات.
وحديث افتراق الأمة روى عن جماعة من الصحابة منهم: معاوية بن أبي سفيان وعوف بن مالك وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو.
أما حديث معاوية رضي الله عنه فأخرجه أبو داود والحاكم وأحمد بن حنبل بسند جيد ولفظه عند أبي داود:"ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة ".
وفي رواية له:"وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ".
وأما حديث عوف بن مالك رضي الله عنه فأخرجه ابن ماجة في باب افتراق الأمم بسند جيد ولفظه:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار. قيل يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة ".