للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه فأخرجه ابن ماجة بلفظ: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة".

وفي إسناده: أبو عمرو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فأخرجه الترمذي والحاكم ولفظه عند الحاكم: "ليأتينّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثلٍ حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله. وإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة فقيل ما الواحدة؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي".

وفي رواية الترمذي: "وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة".

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي وهو ضعيف فتحسين الترمذي للحديث لاعتضاده بما روى في الباب من أحاديث.

وقال الحافظ ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن: حديث أنس رواه أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يزيد الرقاشي ورواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد الله ابن غزوان عن عمرو بن سعد عن يزيد الرقاشي.

قلت: يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف وعبد الله بن غزوان وشيخه عمرو بن سعد مجهولان. كذا في الميزان.

وقال السخاوي في المقاصد الحسنة بعد ما نقل قول الحاكم في مقدمة مستدركه: إنه حديث كبير الأصول وقد روى عن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك.

قال: وروى عن أنس بن مالك وجابر وأبي أمامة وعلي وعمرو بن عوف وعويمر أبي الدرداء ومعاوية بن أبي سفيان وواثلة بن الأسقع كما بينتها في كتابي الفرق.

شرح الحديث: افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة الخ٠ هذا شك من الراوي وقد ورد ذلك في حديث معاوية وحديث عبد الله بن عمرو من غير شك وقد تقدما.