وهؤلاء الأكثرون عدداً والأرذلون قدراً فإنهم لم يحظوا بخصيصة الخاصة ولا أدركوا سلامة العامة.
فالقسم الأول مبتدع قطعاً والثاني ظاهر الابتداع والثالث له حكم الابتداع.
وإذا حققت ما ذكرنا لك لم يلزمك السؤال المحذور وهو هلاك معظم الأمة لأن الأكثر عددا قديماً وحديثاً هم العامة. وكذلك الخاصة في الأعصار المتقدمة.
ولعل القسمين الأوسطين وكذلك من خفت بدعته من القسم الأول تنقذهم رحمة ربك من الانتظام في سلك الابتداع بحسب المجازاة الأخروية. ورحمة ربك أوسع بكل مسلم٠ اهـ.
أصول فرق أهل الأهواء:
أصول فرق أهل الأهواء والبدع ثمانية:
الأول المعتزلة: ويسمون أصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية وهم عشرون فرقة.
والثاني الشيعة الشنيعة: وهم اثنتان وعشرون فرقة ترجع في الأصل إلى ثلاث فرق: الغالية والإمامية وهم الرافضة والزيدية.
والثالث الخوارج: ويسمون الحرورية والنواصب والشراة بضم الشين وهم عشرون فرقة٠
والرابع المرجئة: والإرجاء له معنيان:
أ- التأخير، تقول: أرجأت الأمر إذا أخرته.
ب- إعطاء الرجاء، تقول: أرجيت فلاناً إذا أعطيته الرجاء.
والهمزة على الأول أصلية وعلى الثاني منقلبة عن حرف العلة.
وتسمية الجماعة مرجئة على المعنى الأول صحيح لأنهم يؤخرون العمل عن النية وعقد القلب لقولهم: إن الإيمان هو المعرفة بالله وبرسله وبما جاءت به من عند الله فقط والعمل ليس بإيمان. وتسميتهم مرجئة على المعنى الثاني واضح لقولهم: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. فقد أعطوا المؤمن العاصي الرجاء في ثواب الله. والمرجئة خمس فرق.
والخامس النجارية: ويسمون الحسينية أتباع أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، وافقوا أهل السنة في خلق أفعال العباد ووافقوا المعتزلة في نفي الصفات. وهم ثلاث فرق.