قال في الميزان: قال ابن خزيمة: أبرد بن أشرس كذاب وضاع ويسين بن معاذ الزيات قال ابن حبان: يروي الموضوعات وقال البخاري: منكر الحديث٠
وقد أشكل حديث افتراق الأمة على بعض الناس من جهة معناه.
والإشكال في قوله: كلها في النار إلا واحدة، ومن المعلوم أن أمته صلى الله عليه وسلم خير الأمم والمرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة مع أنهم في سائر الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود كما جاء ذلك في الأحاديث فكيف يتمشى هذا؟
وقد أجاب عن ذلك الشيخ صالح بن مهدي المقبلي في كتابه: العلم الشامخ في الرد على الآباء والمشائخ ص ٤١٤.
بما ملخصه: إن الناس عامة وخاصة فالعامة آخرهم كأولهم مثل النساء والعبيد والفلاحين والسوقة ونحوهم ممن ليسوا من أمر الخاصة في شيء فلا شك في براءة هؤلاء من الابتداع.
وأما الخاصة فمنهم مبتدع أحدث البدعة واتخذها ديناً وبلغ في تقويتها كل مبلغ وجعلها أصلاً يرد إليه نصوص الكتاب والسنة. ثم تبعه قوم من نمطه في الفقه والتعصب وربما جددوا بدعته وفرعوا عليها ولكنه إمامهم المقدم. وهؤلاء هم المبتدعة حقاً.
ومن الناس من تبع هؤلاء وناصرهم وقوى سوادهم بالتدريس والتصنيف ولكنه في نفسه راجع إلى الحق وقد دس تلك الأبحاث نقوضها في مواضع على وجه خفي. ولعل هذا تخيل مصلحة دنيئة أو عظم عليه انحطاط نفسه وإيذاؤهم له في عرضه وربما بلغت الأذية نفسه. فهذا عرف الحق من الباطل وتخبط في تصرفاته وحسابه على الله إما أن يحشره مع من أحب بظاهره أو يقبل عذره.
وما تكاد تجد أحداً من هؤلاء النظار وأهل الكلام إلا وقد فعل ذلك.
ومن الناس من ليس من أهل التحقيق ولا هيئ للهجوم على الحقائق وقد تدرب في كلام الناس وعرف أوائل الأبحاث وحفظ كثيراً من غثاء ما حصلوه ولكن أرواح الأبحاث بينه وبينها حجاب.