فقدروا نصوص القرآن والسنة حق قدرها وعظموها حق تعظيمها فقدموها على أقوال الناس جميعاً وقدموا هديها على هدى الناس جميعاً واحتكموا إليها في كل شأن عن رضى كامل وصدور منشرحة بلا ضيق ولا حرج وسلموا لله ولرسوله التسليم الكامل في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم.
هم الذين يصدق فيهم قول الله:{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(النور: ٥١) .
هم بعد صحابة رسول الله جميعا وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون هم سادة التابعين وعلى رأسهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن الحنفية وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وسالم بن عبد الله بن عمر والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعمر بن عبد العزيز ومحمد ابن شهاب الزهري ثم أتباع التابعين وعلى رأسهم مالك والأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عينة وإسماعيل بن علية والليث بن سعد وأبو حنيفة النعمان.
ثم أتباع هؤلاء وعلى رأسهم عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح والإمام محمد بن إدريس الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وعفان بن مسلم.
ثم تلاميذ هؤلاء الذين سلكوا منهجهم وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني.
ثم تلاميذهم كالبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأبي داود والترمذي والنسائي.
ثم من جرى مجراهم في الأجيال بعدهم كابن جرير وابن خزيمة والدارقطني في زمنه والخطيب البغدادي وابن عبد البر النمري٠
وعبد الغني المقدسي وابن قدامة وابن الصلاح وابن تيمية والمزي والذهبي وابن كثير وأقران هؤلاء في عصوهم ومن تلاهم واقتفى أثرهم في التمسك بالكتاب والسنة إلى يومنا هذا. هؤلاء الذين أعنى به أهل الحديث