وقال ابن المبارك:"لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ها هنا بل على العرش استوى".
وقيل له: كيف نعرف ربنا؟
قال:"فوق سماواته على عرشه... وإنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية"[٦] .
وقال البخاري:"نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم [٧] ".
ونقل الإمام البخاري أقوال كثير من الأئمة في تضليل وتكفير الجهمية في إنكارهم أن الله في السماء وفي قولهم إن القرآن مخلوق٠ (راجع خلق أفعال العباد له)
وخرج البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي قال:"كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته".
وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال:"اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير فمن فسر شيئاً منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وفارق الجماعة لأنه وصف الرب بصفة لا شيء".
وأخرج ابنا أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول:"لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر وأما قبل قيام الحجة، فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(انظر فتح الباري)(١٣/٤٠٦- ٤٠٧) .
وروى الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ في جامعه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- "إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد".