وروى عن عائشة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ثم قال:"وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟.
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينه وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر. فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: "إن الله لم يخلق آدم بيده"وقالوا:"إن معنى اليد هاهنا القوة".
وقال إسحاق بن إبراهيم:"إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه".
وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً.
وهو كما قال الله تعالى: في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الترمذي كتاب الزكاة عقب حديث ٦٦٢ جـ٣ ص ٤٣ طبعة الحلبي) .
وروى أيضا حديث الحسن البصري عن أبي هريرة مرفوعاً في السماوات والمسافات بينها وأن العرش فوقها وذكر الأرضيين والمسافات بينها ثم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه. ثم اثبت استواء الله على عرشه فقال:
"وهو على العرش"كما وصف في كتابه (٤٨- كتاب التفسير حديث ٣٢٩٨)(٥/٤٠٤) طبعة الحلبي.
أما المؤلفات في نصرة العقيدة والرد على أهل البدع فهو كثيرة لا تحصى نذكر منها ما يأتي:
ألف الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والحديث المتوفى سنة ٢٤١ هـ: كتاب: الرد على الجهمية والزنادقة ٠ وألف كتاب: السنة. وألف ابنه عبد الله كتاب: السنة.