وكانت السحب السوداء المتراكمة قد غطت الأفق وحالت بيننا وبين السماء واجتمع ذلك مع ارتفاع الجبال وكثرة الغابات في القمم والوديان والسفوح وبدأ المطر ينزل قليلا قليلا ثم انهمر بغزارة حتى غشينا الليل ونحن في النهار وحتى نسيت أننا لازلنا في وقت العصر فقلت للإخوة: انظروا في هذه القرية لعلنا نجد ما نفطر به فنظر الأخ عبد الله في ساعته، وقال: بقي من الوقت إلى المغرب ساعتان ونحن سنصل إلى معهد دار السلام قبل ذلك إن شاء الله - وكان هذا ما حصل فعلا فقد وصلنا إلى مقر المعهد وبقينا ما يزيد على نصف ساعة ولما يؤذن أذان المغرب - ولكن الذي لا يدري عن الوقت عن طريق الساعة يظن أنه قد صلى الناس المغرب ودخل وقت العشاء.
إزالة غابات لزرع غابات:
وكنا نرى قبل هذه الظلمة قطعا من الأرض قد أزيلت عنها الغابات في الوديان والجبال وبدأ الأهالي بزراعة بعض الأشجار المثمرة مكانها وهكذا يفعلون في تلك البلدان يقدرون زمنا معينا تزال فيه غابات تدريجيا من الأشجار التي لا تثمر أو أن ثمرها غير مفيد كثيرا ويزرع مكانها غابات من الأشجار المثمرة فتصبح غابة مثمرة بدل غابة غير مثمرة.
فساعدني إذا على بقاء سيارتي:
قال عبد البر سائلا السائق: كم سنة لهذه السيارة معكم؟ فقال السائق - عن طريق الترجمة - هي عندنا من عام ١٩٦٢م فقال عبد البر: ثماني عشرة سنة؟ وهل غيرتم مكنتها؟ قال: لا، فتعجب من ذلك فقلت له: ما رأيك يا عبد البر في سيارتنا التي مضى عليها عندنا خمس سنوات فقط؟ قال: تعتبر من صنع عام ١٩٨٠م قلت: الحمد لله فساعدني على بقاء سيارتي.