كان السائق يحب السرعة التي كنا نحن نكرهها فكان يحاول تجاوز أي سيارة تسير أمامه، وكان يخالف قواعد المرور فتجاوز في المنحنى الذي لا يرى فيه السيارة المقابلة وكان الشيخ عبد القوي ذو الخبرة بحوادث السيارات يئن كلما رأى
مخالفة ويطلب من عبد الله باهرمز أن يكلم السائق ليخفف من السرعة ويلتزم بقواعد المرور، وفجأة وقفت السيارة في الطريق، فنزل السائق ونظر إلى آلة التحريك فوجد مكان الخلل فرجع إلى صندوق السيارة وأخذ ما يسمى:(بوجي) وركبه وواصل السير على عادته وكان عبد الله باهرمز - هداه الله - لا يصارحه كما نريد فقلت له: قل للسائق إن هذه المناظر أعجبتنا ونحب أن نستمتع بها فليخفف السرعة ففعل وكان قصدي أننا نريد أن نحافظ على أرواحنا لأن التمتع بالمنظر لا يمكن إلا إذا بقيت أرواحنا في أجسادنا.
عظة وذكرى:
وبعد قليل مررنا بسيارة على يميننا في الشارع مقلوبة على ظهرها رافعة عجلاتها إلى السماء كأنها تستغيث وكنا نود أن نقف لنرى ماذا جرى لأن الحادث جديد ولكن المكان لا يصلح للوقوف فكانت عظة وذكرى لسائقنا.