للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدراسة في المعهد ست سنوات على طريق حلقات المساجد وطلب منا أن نجتمع بالطلبة الموجودين الذي يبلغ عددهم ثلثمائة وهم الذين بقوا ولم يذهبوا في الاجازة إلى أسرهم، فذهبنا إلى المسجد ووجدناهم قد اجتمعوا مبتسمين مسرورين على الرغم أنهم قاموا لتوهم من النوم وقد كانوا سهرانين طول الليل فقرأ الشيخ عبد القوي ما تيسر من القرآن وهم يرددون عند مقاطع الآيات: الله.. الله بعاطفة يبدو عليها الصدق وطلب مني أن ألقي خطابا – كما قال - فاعتذرت لأني كنت متعباً فقال الشيخ عبد القوي جزاه الله خيرا وكانت أول مبادرة منه: أنا أنوب عنك، قلت: نعم، فقال للطلبة: يجب عليكم أن تؤدوا واجبكم لأنكم جيل المستقبل ودعا لهم وهم يؤمنون ثم خرجنا وهم ملتفون حولنا يودعوننا وكان المطر نازلا -خفيفاً- فقال: لا تذهبوا حتى نغطيكم بستائر من المطر، فقلنا: لا حاجة لأنه خفيف والسيارة قريبة فأصر على عدم خروجنا لأن المطر يورث المرض-أي الزكام- لاسيما عندما يكون موسم الأمطار في أوله ثم واصلنا السير إلى باندونج، وكنت مع شدة التعب وقلة النوم أحاول أن أغمض عيني لأنعس ولكن مفاجآت وقوف السيارة عدة مرات كانت تطرد النوم عني، كان خروجنا من المعهد في الساعة الثامنة والنصف تقريبا ووصولنا إلى باندونج في الساعة الثانية عشرة وعندما وصلنا إلى باندونج كنا نرغب في مواصلة السفر إلى جاكرتا إذا وجدنا طائرة، ولكن لم نجد فحجزنا لنسافر غدا ونزلنا في فندق (هومان) وهو من الفنادق الممتازة، حجرة واسعة ويلحق بكل حجرة قاعة واسعة وشرفة واسعة، وأثاث الفندق فاخر وهو في غاية النظافة ويمتاز بالهدوء التام والخدمة السريعة.

وهو يقع بجانب المبنى الذي عقد فيه مؤتمر باندونج الشهير وهو المؤتمر الآسيوي الإفريقي الذي عقد عام ١٩٥٥م، وحضر عن المملكة جلالة الملك فيصل رحمه الله، ويسمى هذا المبنى: مبنى الاستقلال.