ثم قال في ص ٦: قال الخطيب: قد ذكر أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه المؤلف في تأويل مختلف الحديث ما يتعلق به أهل البدع من الطعن على أصحاب الحديث ثم ذكر من فساد ما تعلقوا به ما فيه مقنع لمن وفقه الله لرشده، ورزقه السداد في قصده وأنا أذكر في هذا الكتاب إن شاء الله ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث على التبليغ عنه وفضل النقل لما سمع منه، ثم ما روي عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء الخالفين في شرف أصحاب الحديث وفضلهم وعلو مرتبتهم ومحاسنهم المذكورة ومعالمهم المأثورة. نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بمحبتهم ويحيينا على سنتهم ويميتنا على ملتهم ويحشرنا في زمرتهم إنه بنا خبير بصير وهو على كل شيء قدير. ثم أورد حديث "نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه" من طرق إلى زيد بن ثابت وجبير ابن مطعم وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - ثم روى بإسناده إلى سفيان بن عيينة أنه قال: ما من أحد يطلب الحديث إلا في وجهه نضرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه"(ص:١٠-١١) . ثم أورد روايات في وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث (ص: ١١-١٢) . ثم أورد حديث:"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء" من طريق أبي هريرة وعبد الله بن مسعود ثم قال عقبه: "قال عبدان: هم أصحاب الحديث الأوائل"(ص: ١٣) . ثم أورد حديث:"ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" ثم روى بإسناده إلى الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: