وساق أقوالا لعلماء في ذم الرأي. ثم أسند إلى أبي عبد الله محمد بن علي الصوري أنه قال:
قل لمن عاند الحديث وأضحى
عائبا أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا ابن لي
أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدين
من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه
راجع كل عالم وفقيه
ثم ساق أقوالا في ذم الكلام وأهله ومنها قول الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ بالكلام. (ص: ٤١-٤٣) -رحمه الله وجزاه الله عن الحديث وأهله خيراً.
فهذا قليل من كثير في حال أهل الحديث وواقعهم وما قيل من مدح بحق وشهادة بصدق. نقلت هذا لمن كان على نهجهم في اتباع الكتاب والسنة ليزداد إيمانا وثباتا ولمن خدع من المنتسبين إلى السنة بمغالطات وتلبيسات الجهمية والمرجئة وغيرهما من الفرق الضالة فوقع في شيء من التعطيل والتأويل الجهمي أو التحريف الصوفي أو وقع في مزالق الإرجاء أو سقط في أفخاخ الجبرية ليعود إلى أصله ويأوي إلى عرينه فيلزم عرين أهل الحديث ويكون في ركبهم ويتبع حاديهم: