ثم قال: من قال: إن الحق مع أصحاب الحديث، وساق أسانيده إلى هارون الرشيد والوليد الكرابيسي ومحمد بن قريش العنبري البصري شهادتهم لأهل الحديث أنهم أهل الحق، ولفظ الرشيد:"طلبت أربعة فوجدتها في أربعة، طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث"(ص: ٣١- ٣٢) . ثم قال: كون أهل الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة وأسبق إلى الجنة. ثم ساق بإسناده حديثا مرفوعا في هذا المعنى ثم عقبه بأقوال في هذا المعنى أسندها إلى أبي جعفر النفيلي وإلى أبي مزاحم الخاقاني وشاذان بن يحيى وابن المبارك والحسن بن علي التميمي.
وقول النفيلي: إن كان على وجه الأرض أحد ينجو فهؤلاء الذين يطلبون الحديث. (ص: ٣٢-٣٣) .
ثم تكلم في فضل الرحلة في طلب الحديث وسماعه وكونه فيه خير الدنيا والآخرة وذم الذين لم يسمعوا الحديث والترغيب في كتابة الحديث وثبوت حجة صاحب الحديث، ووصف الراغب في الحديث والزاهد فيه.
ثم قال: الاستدلال على أهل السنة بحبهم أصحاب الحديث وأسند إلى قتيبة ابن سعيد قوله: "إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن ابن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وذكر قوما آخرين فإنه على السنة ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع". (ص:٤٠) .
ثم أسند إلى أحمد بن حنبل أن أحمد بن الحسن الترمذي قال له: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال له: أصحاب الحديث قوم سوء، فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه. فقال: زنديق زنديق زنديق ودخل بيته. وذكر أقوالا عن الأوزاعي وغيره أن من علامة المبتدعة عدم انقيادهم للحديث. (ص: ٤٠-٤١) .
ثم قال: من جمع بين مدح أصحاب الحديث وذم أهل الرأي والكلام الخبيث.
وأسند إلى الشعبي وأحمد بن شبويه ومحمد بن عبد الرحمن النسفي أقوالهم في ذم الرأي.