سابعاً: أستطيع أن أقول ـ على سبيل الإجمال ـ: إن تعاليم الإسلام، قد أمرت باعتناق كل فضيلة، تؤدي إلى وحدة المسلمين، وتضامنهم، وترابطهم، وتكافلهم ...
وحاربت كل رذيلة من شأنها التفريق بينهم، وتشتيت كلمتهم، وتمزيق وحدتهم، وإشاعة البغضاء فيهم ...
ولقد سقنا قبل ذلك من توجيهات القرآن الكريم، ما فيه العبر والعظات، لقوم يعقلون.
وبقي أن نسوق المزيد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي من أهم وظائفها، تفصيل ما أجمله القرآن الكريم، وتأكيد ما أمر به أو نهى عنه ...
أ- لقد حض النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه على التضامن والاتحاد، في عشرات الأحاديث، ومن ذلك ما رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري - رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وشبك بين أصابعه [١٠] .
ب- وحض على التمسك بكل فضيلة توصل إلى غرس روح المحبة والمودة بين المسلمين، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم: أمر بالتزاور والتواصل والتحاب في الله، وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله - تعالى- على مَدْرَجته ـ أي ـ طريقه- ملكا، فلما أتى عليه قال له: أين تريد؟ قال أريد أخا لي في هذه القرية.
قال: هل لك من نعمة تَرُبُّها عليه؟ [١١] قال: لا غير أنى أحببته في الله- تعالى-.
قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته" [١٢] .
جـ - وأمر بالتهادي، وبالطيب من الكلام، وبطلاقة الوجه عند اللقاء. روى الإمام الترمذي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تهادوا فإن الهدية تذهب وقر الصدر" أي تذهب غله وغشه وبغضه.
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها".