والصابرون على البلاء هم المؤمنون حقا وأين هم هؤلاء المؤمنون حقا؟. لذلك يشعر المعوق: الأعمى المشلول، المقعد ... بأن الذي يهتم به وينفق عليه ويكسوه ويعلمه ويؤنسه يشعر بأن له عليه فضلا كبيرا وأنه يجب أن يكافئه، والنصراني يبنى الملاجئ لهؤلاء المعوقين والمستشفيات والمدارس وما الذي يمكن أن يقدمه هذا المعوق من مكافأة لهذا المتفضل عليه المحسن الكريم، وما الذي يريد المحسن من هذا المعوق من مكافأة؟!.
إن المكافأة التي يريدها هذا النصراني هي أن يتنازل هذا المعوق (المسلم) عن إسلامه أولا، وأن يكون بعد ذلك نصرانيا. وهذا المعوق الذي كشرت الدنيا في وجهه ونال هذه العناية من هذا النصراني جاهل بدينه لا يعرف قيمة عقيدته ويسهل عليه أن يلبي رغبة من أحسن إليه فيتنازل عن عقيدته في سبيل أنه ينال عاطفة كانت مفقودة.
ثم سيرى أن الشهوات في الدين الجديد مباحة له، لا قيد ولا عيب.
نعم: الإنجيل وسنة المعوقين، وهذا يعني أن الدعوة إلى النصرانية يرافقها خدمات اجتماعية مغرية فأين هذا الذي يصدر من أعداء الدين مما يقدمه دعاة الإسلام والمؤسسات الإسلامية: أين مدارسهم؟. أين مستشفياتهم؟. أين ملاجئهم؟. أين مساجدهم؟. أين مؤسساتهم الثقافية؟. أين. أين. أين؟؟؟. قد يجيب مجيب ذاكرا بعض المراكز الإسلامية القليلة أو بعض المساجد أو بعض المساعدات الخفيفة.
ولكن الذي يجب أن يعلم أن ذلك شيء لا يذكر بجانب ما يبذله أعداء الحق وأنصار الباطل. فليتق الله المسلم الذي عنده ما يقدر على الإسهام به في أبواب الخير التي تحصن المسلمين من دعوات أعداء الله الهدامة وليقدم في سبيل الله ما استطاع بما منحه الله ليبتليه فيه ويجازيه عليه.