نام عبيد الله الأربعة كلهم، ولعلي كنت آخرهم نوما في هذه الليلة وكان من عادة الأخ عبد الله باهرمز أن يطلب من مديري الفندق أن يبعثوا لنا بطعام السحور في الساعة الثالثة صباحا وما فاتنا السحور طيلة أيام رمضان إلا هذه الليلة. قام الشيخ عبد القوي قبل أذان الفجر بثلاث دقائق تقريبا فأيقظني قائلا: ذهب الوقت. فقمت مسرعا إلى الماء فشربت. وشرب هو. وقلت له: اتصل بصاحبنا فاتصل هاتفيا ونادى المؤذن بالصلاة. فقال عبد الله: السحور موجود عندنا هنا في الحجرة لا أدري من أدخله ومن فتح الباب!! ثم أخذ عبد الله وعبد البر كل منهما ينسب إلى الآخر فتح الباب للفرّاش الذي أدخل السحور. فقال عبد الله: أنت فتحت الباب له ثم نمت ولم توقظنا. فقال عبد البر: بل أنت أنا ما قمت من نومي- وكان الباب مقفلا- فقلت: لعل جنيا غير مسلم أدخل السحور وأراد الإضرار بنا فلم يوقظنا من النوم. وقد فات السحور فلا داعي للنزاع. ثم قلت للأخ عبد الله: الاحتمال القوي أنك أنت كنت مستغرقا في النوم وفتحت الباب ورجعت لتنام (شوية) حسب اصطلاح الشيخ عبد القوي فلم تفق إلا بإيقاظنا أما عبد البر فإن نومه ثقيل يستبعد قيامه قبلك والله أعلم بالصواب. قال عبد الله: كأن الله أراد لكم أن يكون آخر ما تذوقون في إندونيسيا الشاهي السعودي والقهوة السعودية. قلت والماء الإندونيسي.
إلى هونغ كونغ:
وفي الساعد السابعة إلا ربعا ذهبنا إلى مطار جاكرتا، وبعد الفراغ من الجمارك والجوازات ودعنا الأخ عبد الله فدخلنا إلى قاعة الانتظار ثم صعدنا إلى الطائرة التي أقلعت في الساعة الثامنة والدقيقة الخمسين، وجالت بنا فوق جاكرتا. ذات المنازل القصيرة المسنمة، وترى العمارات الكبيرة متناثرة هنا وهناك.