وحيث أن هذه النظرة من نافذة الطائرة إلى مدينة جاكرتا عاصمة الشعب الإندونيسي هي النظرة الأخيرة في هذه الرحلة فانه لابد من إبداء بعض الملحوظات لهذا الشعب المسلم.
الملحوظة الأولى: البانتشاسيلا:
١- إن هذا الشعب هو أكثر الشعوب الإسلامية عددا، ومنظمات هذا الشعب الإسلامية- على قلة إمكاناتها- تكافح وتناضل ومن أجل نشر مبادئ الإسلام وتثبيت قواعده لالتفاف هذا الشعب حوله والولاء لله ورسوله وللمؤمنين، الولاء الذي يجب أن يتميز به المسلم عن غيره وإلا لما كان هنالك فرق بينه وبين غيره ممن تعدد ولاءاتهم قال تعالى:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} . وقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} . وهذا الولاء يجمع المسلمين في كل أقطار الأرض فالمؤمن في الفلبين ولي المؤمن في أمريكا والمؤمن في مكة ولي المؤمن في باريس ولندن والشعوب الإسلامية بعضها ولي بعض لا فرق بين شرقي وغربي ولا بين عربي وعجمي. وعندما كان هذا الولاء محققا في الإسلام كانوا كلهم أعداء لأعداء الله يدعونهم إلى الله ويجاهدون من كفر بالله حتى كان الابن يقتتل هو وأبوه في معركة واحدة وكذلك الأخ وأخوه والقريب مع قريبه مهما كانت القرابة حتى جعل الله كل علاقات الإنسان من مال وقرابة وغيرهما في كفة، وجعل تعالى طاعته والجهاد في سبيله ومحبته في كفة من رجح الكفة الأولى على الثانية كان فاسقا بعيدا عن هدى الله مستحقا لوعيده في الدنيا والآخرة، ومن رجحت كفة الله