وقد أدرك أعداء الله الكافرون أن ولاء المسلمين بعضهم لبعض إذا تحقق أخضع الله به لههم راية الكفر ورفع لهم راية الإسلام، وإذا تشتت هذا الولاء دب فيهم الضعف والوهن وكانوا أذنابا لغيرهم من أمم الكفر فوضعوا خطتهم لإيجاد شعارات كثيرة تتعدد لها ولاءات الشعوب كما وضعوا شعارات كثيرة في داخل الشعوب تتعدد لها ولاءات الأحزاب وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح عندما جعلوا العرب وهم حملة رسالة وأهل الولاء الأصيل لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين يتركون الدعوة إلى الولاء لكلمة التوحيد وينادون بالولاء للجنس أو القوم ورفعت راية القومية العربية بدلا من الجامعة الإسلامية وهكذا أصبح لكل شعب من شعوب المسلمين راية قومية يدعون لها ويلتفون في الظاهر حولها هذا تركي وهذا هندي، وهذا إفريقي وهذا إندونيسي حتى أصبح بعض المنتسبين للإسلام لو رأى كتاب الله يداس بالأقدام أو كلمة لا إله إلا الله يستهان بها لم يتحرك قلبه ولم يتغير وجهه غضبا لذلك ولكنه لو رأى علم بلاده وقد رسم فيه حيوان أو غيره ينزل من مكانه ضاق بذلك ذرعا وغضب وعمل كل ما يقدر عليه للانتقام من فاعل ذلك بعلم بلاده.
والحكام الذين لا يريدون الإسلام أو يخافون من انتشاره وسيطرة أحكامه على نفوس شعوبهم يحاولون إيجاد كل الوسائل لإيجاد شعارات ومبادئ وطقوس يحلونها محل لا إله إلا الله محمد رسول الله ويدعون طوائف شعوبهم على اختلاف أديانهم لموالاة بعضهم بعضا على أساس تلك الشعارات أو المبادئ ويوهمونهم أن في ذاك عزتهم وقوتهم وأن ولاءات الدين تغرق الشعوب وتضعفها. وهذا المعنى هو الذي يظهر المراد بأول مبدأ من المبادئ الخمسة التي تضمنها شعار:"البانتشاسيلا"على الرغم من التحفظ الذي يبدو في أسلوب الشارح باللغة العربية.