المبدأ الخامس: العدالة الاجتماعية لكافة الشعب الإندونيسي، وهذا المبدأ مبنى على المبادئ الأولى التي منها المبدأ الرابع الذي يجعل السلطة للشعب- والمقصود أفراد من الشعب يغلبهم الهوى والجهل فيظلمون الشعب ويسمون ظلمهم عدالة.
وبعد أن أشار إلى هذه المبادئ صرح بأنها هي الأساس والمنطلق في السياسة والاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم ومختلف النشاطات الاجتماعية الأخرى. فالشعار بهذا المفهوم هو مصدر النشاط الإندونيسي، وكأنه يقول إذا كان المسلم مأمورا أن يقول:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاشَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} فإن الإندونيسي مسلما وغير مسلم يجب أن يقول إن نشاطي كله (لبنتشاسيلا) .
وقد رحب بهذا الشعار غير المسلمين، كما نص أن المؤتمرين النصارى أيدوا البنتشاسيلا في مؤتمرهم.
أما المسلمون فمنهم الجاهل الذي لا يفرق بين الجمرة والتمرة إلا بعد الندم ولات ساعة مندم ... ومنهم الذي ضعف إيمانه فيحاول التوفيق بين هذه المبادئ وبين الإسلام بطرق معوجة وتحريف الكلم عن مواضعه، ومنهم من ينكر ويبصر ولو أحاطت به الأخطار ويقول:{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} . كما قال إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الأدلة الواضحة أن هذا الشعار قصد به صرف المسلمين عن ولاء الله ورسوله والمؤمنين. أن رئيس الجمهورية (سوهارتو) يصرح في كل مناسبة أن إندونيسيا لا دينية ومن ذلك تصريحه في مؤتمر الإعلام الإسلامي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في جاكرتا.
فقد قال: إننا نرحب بكم في إندونيسيا وإن كانت دولتنا لا دينية والشعار يمثل ذلك ويدل عليه.