أما الآية الرابعة فليس فيها ولا فيما اكتنفها من الآيات ما يدل على اسم الرسول القائل لها ولا اسم القوم الذين خوطبوا بها.
وهمزة الاستفهام في هذه الصيغة تفيد الإنكار والتوبيخ:
لقد أنكر هؤلاء الرسل على أولئك الكافرين الذين خوطبوا بهذه الصيغة، أنكروا عليهم تركهم تقوى الله تعالى والخشية من عقابه، ووبخوهم على ذلك.
وقبل أن أنتقل بك إلى الصيغة التالية أحب أن أنبهك على أشياء:
لعلك تسألين وتقولين إن هذه الصيغة التي جاءت في الآية السادسة على لسان موسى يخاطب بها قوم فرعون جاءت بياء الغيبة (ألا يتقون) ولم تجئ بتاء الخطاب (ألا تتقون) ، ثم إنه لم يُذكر قبلها (قال) أو (قل) كحالة هذه الصيغة في آياتها الأخر، فكيف يصح أن تقولي قالها موسى يخاطب بها قوم فرعون؟!.
لقد أجاب الطبري في تفسيره عما تسألين، فقد جاء فيه عند تفسيره لهذه الآية:{قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ} ... ومعنى الكلام قوم فرعون فقل لهم ألا يتقون، وترك إظهار (فقل لهم) لدلالة الكلام عليه، وإنما قيل (ألا يتقون) بالياء، ولم يقل (ألا تتقون) بالتاء لأن التنزيل كان قبل الخطاب ... إهـ.
والشيء الثاني أن هذه الصيغة جاء ت في خمس آيات من آياتها الاثنتي عشرة بصورة (أفلا تتقون) بالفاء فاصلة بين همزة الاستفهام و (لا) النافية، وهذه الصورة لا نزاع في أن الهمزة فيها للاستفهام، والفاء عاطفة، و (لا) نافية للفعل المضارع.
أما الصورة الأخرى التي جاءت عليها هذه الصيغة وهي (ألا تتقون، ألا يتقون)
بدون فاء فاصلة بين الهمزة و (لا) فقد وقع فيها النزاع والخلاف: