أما هؤلاء الذين تزعمون أنهم أراذلكم وتطلبون مني أن أطردهم وأعرض عنهم فما أنا بطاردهم، وكيف أطردهم وقد آمنوا بالله لا يشركون به شيئا، ثم إنهم ملاقو ربهم، وأي شرف أعظم من هذا اللقاء؟!!.
ولكني أراكم قوما تجهلون أن لهم فضلا عليكم وزلفى عند الله بهذا الإيمان، وأن أموالكم وأحسابكم ليست بالتي تقربكم عند الله شيئا.
ومن يمنعني يا قوم من عقاب الله إن طردتهم وهم المؤمنون به الملاقون له المقربون عنده؟ !!.
وفي ختام هذه الآية قال لهم {أَفَلا تَذَكَّرُونَ} وهو استفهام إنكار وعتاب:
ينكر نوح عليه السلام على قومه ويعتب أن لا يتدبروا أمرهم وأمر المؤمنين من قومهم فيدركوا أن الإيمان بالله وباليوم الآخر ونبذ الآلهة التي تعبد من دون الله هو الفوز والفلاح والعلو والشرف، وأن الإشراك بالله وإنكار البعث والحساب هو الخسران المبين.