وبذلك يتقارب أهل الحق من هذه الأمة، وتتم وحدتهم، وتنتهي الفرقة بينهم ويسيرون صفاً واحداً يحيون ميّت الإسلام ويجددون بناء ما انهدم منه بعامل الفرقة والخلاف قرونا طويلة.
وأما الاختلاف في الجماعة فإنه وإن كان أقل خطراً من الاختلاف في الدين فإنه معوق لأمة الإسلام عن النهوض والتقدم، ومعرّض لها أيضا لأوخم العواقب، وأسوأ الأحوال، ودليل ذَلك أنها ما وقعت في براثن الاستعمار الغربي ردحا من الزمن غير قليل يسومها الخسف ويصب عليها سياط العذاب والإهانة إلا بعد أن تفرقت جماعتها، وقاتل بعضها بعضاً، وإنها- والله- اليوم لعرضة لمحنة قاسية أشد من محنة الاستعمار السابقة وذلك لما تعيش عليه من الفرقة والاختلاف في كل شيء فلذا وجب على المصلحين أن يسارعوا إلى تلافي الموقف بجمع الأمة المحمدية تحت لواء واحد وهولا إله إلا الله محمد رسول الله فلا يعبد في ديارها إلا الله، ولا يتابع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحسب أن ما تقدم في الأرقام الستة السابقة كاف في بيان الطريق الذي يتم به وحدة المسلمين وجمعهم على منهج الله ليكملوا ويسعدوا عليه دنيا وأخرى ... والله المستعان، وعليه وحده التكلان. وسلام
[١] إن قيل: لم شرح هذه الجزئيات، والتعرض للإعراب؟ قلنا: إن المجلة مجلة طلبة العلم وهم ينتفعون بمثل هذا التحليل اللفظي والمعنوي.