على أن الحاجة إلى تنظيم الدعوة للتضامن قد أصبحت ملحة للغاية، ولابد أن تقوم على أسس مدروسة وخطط علمية، وهنا يقوم الإعلام بدور هام في تعميق الإحساس بالحاجة إلى التضامن، وتصوير الإطار الذي تدور فيه كل الوسائل والعوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية المؤدية إلى وحدة الأمة الإسلامية وتضامنها بما هو يعود على دينهم ودنياهم بالخير والنفع والبركة.
الإِعلام وتحقيق التضامن الإِسلامي:
ولا تخلو الساحة الإسلامية من الجهود الطيبة لإذكاء روح التضامن، مثال ذلك إنشاء رابطة العالم الإسلامي التي تعتبر بحق من أروع مظاهر التضامن الإسلامي، وهى التي تبذل جهوداً طيبة في حقل الإعلام لتجسيد دعوة التضامن وإبرازهاَ إلى حيز الوجود على أسس عملية وعلمية في آن واحد.
لقد ظهرت رابطة العالم الإسلامي بنتيجة القرار الذي اتخذه "المؤتمر الإسلامي"الذي انعقد في مكة المكرمة عام ١٣٨١هـ، وقد عبرت المقررات التي اتخذها المؤتمر عن مدى الإحساس بضرورة تقوية الروابط بين المسلمين، وتحقيق التقارب والتعاون فيما بينهم، فجاء في مقدمة تلك القرارات:
"يؤكد المؤتمر الإسلامي إيمانه برابطة الأخوة بين المسلمين، ويعتبرها الرابطة الحقيقية بين سائر الشعوب الإسلامية، كما يعلن المؤتمر أن أخوة الإسلام فريضة الله على كل مسلم تربطه بأخيه المسلم مهما كان جنسه ووطنه، وأن هذه الأخوة ظلت دائماً ركيزة القوة وخصيصة المجتمع الإسلامي في كل عهود العزة والمنعة في تاريخ المسلمين، وأن كل عصبية دون الإسلام تقع تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من دعا إلى عصبية" وكل دعوى باسم القومية أو غيرها تفرق بين المسلمين وتتخذ بطانة من دونهم هي من دعاوى الجاهلية الباطلة التي أنكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام والمسلمين ".