ودين الإسلام مبني على أصلين عظيمين: أحدهما: أن لا يعبد إلا الله وحده, والثاني: أن لا يعبد إلا بشريعة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فمن دعا الأموات من الأنبياء وغيرهم أو دعا الأصنام أو الأشجار أو الأحجار أو غير ذلك من المخلوقات أو استغاث بهم أو تقرب إليهم بالذبائح والنذور أو صلى لهم أو سجد لهم فقد اتخذهم أربابا من دون الله وجعلهم أندادا له سبحانه وهذا يناقض هذا الأصل وينافي معنى لا إله إلا الله كما أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمدا رسول الله وقد قال الله عز وجل:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} , وهذه الأعمال هي أعمال من مات على الشرك بالله عز وجل وهكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها الله فإنها تكون يوم القيامة هباء منثورا لكونها لم توافق شرعه المطهر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته. وهذه الكاتبة قد وجهت استغاثتها ودعاءها للرسول صلى الله عليه وسلم وأعرضت عن رب العالمين الذي بيده النصر والضر والنفع وليس بيد غيره شيء من ذلك ولا شك أن هذا ظلم عظيم وشرك وخيم, وقد أمر الله عز وجل بدعائه سبحانه ووعد من يدعوه بالاستجابة وتوعد من استكبر عن ذلك بدخول جهنم كما قال عز وجل:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} , أي صاغرين ذليلين, وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم, فإذا كانت هذه حال من استكبر عن