إذا تأملنا هذه الآيات الكريمة وما جاء في معناها، وما أكثره في كتاب الله، وجدنا أن أساس كل عمل في الإسلام إنما ينطلق من العقيدة، ويرتكز عليها، كما يرتكز البناء على أركانه.
والبيت لا يبتنى إلا له عَمدٌ
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
إذا عرفنا ذلك فإن أية دعوة إلى التضامن الإسلامي، إذ لم ينطلق أصحابها من هذا المبدأ الأساسي، ولم تؤسس على هذا البناء الراسخ، ولم تقم على تحقيق التوحيد، وتخليصه من شوائب الشرك، والبدع، والمعاصي، فإنها دعوة سيكتب لها الفشل لا محالة. عاجلاً أم آجلاً لأن البناء، لا يقوم في الهواء ولا يمكن تشييده إلا على أرض صلبة حتى لا يتعرض للانهيار يوماً من الأيام.
وحينما نقول إن مبنى التضامن الإسلامي على عقيدة التوحيد وعندما ندعوا إلى وجوب الانطلاق من هذا المبدأ، فإن ذلكَ لا يعنى إهمال الجوانب الأخرى التي أشرنا إليها أو إلى بعضها في ما مضى، وإنما نعني وجوب التأسيس وذلك بأن نبدأ أعمالنا كلها من هذا المنطلق.