فعلى ضوئه تكون السياسة، وعلى منهجه تبنى الآداب والأخلاق، وفي حدوده ندعو إلى الترغيب، والترهيب، وعلى مبادئه يوجد بإذن الله المجتمع الإسلامي الصالح المنشود، وتوجد السعادة البشرية في الدنيا والآخرة، ويعود الناس إلى دين الله أفواجاً فينعمون بالخير، والأمن، والطمأنينة وفق هدى العقيدة الخالصة الوارفة الظلال، فيتخلصون بذلك من أدران الوثنية، وأوضار الجهل، وحينئذ تصفو قلوبهم، وتخلص لله وتخلع ربقة الشرك الذي ران عليها سنين طويلة، والذي هو أعظم ذنب عصي به الله عز وجل، منذ أن انحرف الناس عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها حتى وقعوا فيما وقعوا فيه من الإفراط والتفريط والغلو والتقصير، فلقد كان الإنسان في أول خلقه على المنهج الرباني الصحيح، عقيدة وسلوكا، وأخلاقاً، وعبادة، ومعاملة، حقبة من الزمن.