ولست مبالغاً حينما أذكر هذه الحقيقة، فإنها حقيقة يسلم بها الأعداء؟ فضلا عن الأصدقاء، والحق محا شهدت به الأعداء.
وخلاصه القول أنه لا صلاح لنا، ولا فلاح، ولا نجاح لدعوتنا، إلا إذا بدأنا بالأهم، قبل المهم، وذلك بأن ننطلق في دعوتنا ثمن عتيدة التوحيد، نبني عليها سياستنا، وأحكامنا، وأخلاقنا، وآدابنا, ننطلق في كل ذلك أن هدف الكتاب، والسنة، بلا إفراط، ولا تفريط، ذلكم هو الصراط المستقيم، والمنهج القويم، الذي أمرنا الله تعالى، بسلوكه، فقال:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه} .
وقال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} . وقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم:"تركت فيكم أمرين، لن تضلوا بعدي ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي ".
ويقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله:"لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".
اللهم إنا نسألك أن ترد المسلمين إلى دينهم رداً جميلا، ونسألك أن ترينا الحق حقاً، وترزقنا اتباعه، والباطل باطلاً، وترزقنا اجتنابه وأن لا تجعله ملتبساً علينا فنضل. إنك ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.