للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا بمجرد الدعاية والأناشيد الحماسية والهتافات، والشعارات الجوفاء التي لم يستفد منها المسلمون سوى القضاء على الدعوة وأهلها في كثير من البلاد، حيث يهيجون الشباب المسلم، ويلهبون حماسه، ويستثيرونه، إلى أن يثور، ويتحرك، فيقع في أيدي الطغاة الظلمة، أعداء الإسلام والمسلمين، فيقضون على هؤلاء الشباب، ويهدرون هذه الطاقة نتيجة لذلك المسلك الخاطئ، الذي تسلكه تلك الجماعَات في دعوتها. وإذا أردنا، أن يتحقق للمسلمين، ما يصبون إليه وما يتطلعون إليه، من العودة بالمسلمين إلى الإسلام الصحيح، فعلينا أن نسلك بهم طريق التعليم، والتربية، وتفقيه الشباب المسلم في دينه، وتبصيرهم في ذلك حتى تزول بإذن الله تلك الشوائب التي علقت بالدين، ودعوته، وتلك الرواسب التي أكل عليها الدهر، وشرب، والتي انحرفت بالمسلمين عن الجادة الصحيحة التي رسمها الله عَز وجل، في كتابه المبين، وبينها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، ولنا أسوة حسنة في أولئك الدعَاة المصلحين الذين أسسوا دعوتهم على عقيدة الإسلام، وبدأوا بتطهيرها من شوائب الشرك والخرافات.

الأمر الذي تحقق بسببه رفع راية التوحيد, خفاقة في ربوع الجزيرة العربية، بعد أن ران عليها الجهل، وخيم عليها الظلام، عدة قرون، وعاد كثير من الناس إلى الشرك، والخرافات، فانقشع ذلك الجهل، وتحول ذلك الظلام إلى نور، على يد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الذي بدأ بتعليم الناس، العقيدة الصحيحة، وقامت بفضل هذه العقيدة، دولة التوحيد، منذ أن قام الإمام محمد بن سعود رحمه الله، مؤسس هذه الدولة المباركة بتبني، هذه الدعوة، فكتبَ الله لها بذلك النصر، والبقاء، وزالت مظاهر الشرك، والوثنية في برهة وجيزة، وهى لم تكن لتزول، لو لم تنطلق هذه الدعوة من روح العقيدة.