"وحلقت الطائرة فوق الخيام، ومن في الخيام ينظرون، وحامت حول أكابر سرادق في المخيم، حيث يجلس عبد العزيز وخاصته، وكان الوقت قبيل الظهر، ومن في الطائرة يرى من في الأرض بالعين المجردة، وكان مع قائدها شاب أعرفه، روى لي من تمنى له النجاح في مطار جدة قبل قيام الطائرة، وأنه رآه يحمل قنبلتين من اللواتي تقذف باليد وسمعه يقول: "سألقيها على رأس عبد العزيز ... "
ولم يكن بين الطائرة ورأس ابن سعود أكثر من مئات الأمتار؟ وقد أحكم القائد جعل السرادق هدفاً له، وهيئ الرشاش وإحدى القنبلتين, ولكن التوفيق يقظ، فإذا بالقنبلة تنفجر في الطائرة، وإذا بالنار تشتعل في الجو، وتهوي الطائرة، ثم تصبح ومن فيها كومة من الرماد أمام خيمة عبد العزيز" [٢٧] .
وبينما رجال عبد العزيز يواصلون إلحاحهم عليه بدخول جدة، وهو يأمرهم بالتأني والصبر وردت رسالة الملك علي بالتسليم، وأجابه عبد العزيز بالموافقة، ورحل عن جدة والبلاد، وتم الحكم لله ونودي بعبد العزيز في مكة المكرمة في ٢٢ جمادى الثانية ١٣٤٤ هـ الموافق ٨ يناير سنة ١٩٢٦م ملكاً على البلاد [٢٨] .
كلمتان لأبي بكر وعلي
كان من دعاء خليفة رسوله الله أبي بكر الصديق إذا مدحه الناس أن يقول:
"اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم اللهم اجعلني خيراً مما يحسبون، واغفر لي، واجعلني خيرا مما يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون "...
وكان أمير المؤمنين علي يقول لمن يتملقه مغاليا في مدحه: