وأنًى لهم الغلبة؟! أمن هذه الآلهة التي لا تستطيع أن تنصر نفسها ولا تملك لهم ضراً ولا نفعا؟!.
الله القاهر فوق عباده هو الغالب على أمره ولا معقب لحكمه وهو الذي ينصر رسوله والذين آمنوا معه.
و (يرون) في هذه الصيغة هنا بمعنى يبصرون، فهو فعل متعد إلى مفعول به واحد، هو المصدر المؤوّل من أن وخبرها مضافا إلى اسمها في (أنا نأتي الأرض) والتقدير: أفلا يرون إتياننا الأرض.
وجملة {نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} -فيما يرى العكبري- في محل نصب حال من ضمير الفاعل في نأتي أومن الأرض التي هي مفعول به لنأتي.
وأما الصيغة الخامسة: من هذه الصيغ التي تدخل فيها همزة الاستفهام على (لا) النافية للفعل المضارع فهي (أفلا تبصرون) وقد وردت في أربع آيات من آيات القرآن الكريم:
الآية الأولى: قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ} . الآية (٧٢) من سورة القصص. تتضمن هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله من قومك: أرأيتم يا هؤلاء إن جعل الله عليكم النهار دائما مستمرا إلى يوم القيامة من إله غير الله المعبود بحق يأتيكم بليل تستريحون فيه من عناء النهار ومتاعبه، أفلا تبصرون هذه النعمة التي أنعم الله بها عليكم وهو اختلاف الليل والنهار، فتعلموا أن العبادة لا تكون إلا لمن أنعم بها.
وهذا الاستفهام {أَفَلا تُبْصِرُونَ} الذي جاء في ختام هذه الآية الكريمة يفيد الإنكار والتوبيخ.